مقياس الجنون

مقياس الجنون :

في كل يوم تأخذنا خطاوينا إلى أحياء ومحطات ومدارات جديدة ،
فيُصيبنا الإنبهار ، أو لربما الدهشة ، والغرابة حيناً ولربما الإستياء ،
وقد يغزونا القهر ، ومن أخرى الغيظ ، وتجود اخرى بالغضب ، ومشاعر كثيرة
متنافرة متشابكة متناحرة ، ونتساءلُ :
مَن مِنّا الكامِلُ ؟ ومَن مِنا العاقل ؟ ومن منّا المجنون ، فحتى العاقل يَجنَح للجنون !
والمجنون
قد يأتي بالفُنون ، وقد ينطق بالقول المعقول ، في حين قد تغيب ذهون
العقلاء وتدخُل في سُبات ، ولربما في شيزوفرينيا إراديّة ، لِنُحصِّن
نَفسَها ضد الجنون !
ولربما لتوهِم الآخرين أنّها عصِيّةٌ على أن
يستَوعبها وعبقريتها الأخرون ، فتَهديهم الحيرة ، ويحتاروا هل يبرّئوها من
الجنون أم يمنحوها وِسامه الفَخريّ !
وكائناً مَن نكون نحن ، ومَن
يكونوا هُمُ ، لا أرى أن هناك مقياس للجنون وآخر للعقلانية يكاد يكون فيه
القَول الفاصل والقرار الذي يقطَع كل ظَنٍّ في أيّنا المجنون وأينا العاقل
، فكم من مجنون عاقل وكم من عاقل هو مجنون ، إنّما هو المنطق المتَوارَث
الذي يُعطي الدرَجات النهائية ويُحدّد مَن هو المجنون ، في حين حتى
الحَكَمُ والقاضي في هذه الحياة ، بل كل العقلاء كما اصطُلِح عليهم
اللّفظُ، قد جمَعوا ما بين العقل والجنون ، ولا نَدري بأيّهم عقلُنا
مَفتون ، حتى العباقرة هم الأقرب للخروج عن المألوف الذي هو بدَوره من
ضَرب الجنون .
ولعلّ المجنون العاقل هو أقرب للقلوب من العاقل المجنون ، مع أنّ القاسم ما بينهما هو الجنون !
ولا زلتُ لا ادري عن هذا العقل الذي يسكنني ، أهو عاقلٌ مجنونٌ أَم مجنونٌ عاقِلُ ؟!
أم
لعلّه في منطقة وُسطى ما بين هذا وذاك ، أم تُراني كمِثل الكثيرين ، أفضّل
ألّا أبوح مع أنّي أعلَم الإجابة ، لأن المرء أدرى بنَفسه والناس يُخطئون !
وأعود وأسألُ ، ما مقياس الجنون والعاقلُ في نظرِ المجنونِ هو(( المجنون ))

شكررررررررررررررررررررا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]